قصيدة للسيد البطريرك المعوشي بمناسبة زيارة المبتدئات له في شهر أيار 1964
حيّوا الأبوة في أسمى معانيها حيّوا الفضيلة في أبهى لآليها
وبادلوا الحب بالحب الوفيّ تروْا أن المحبة بالعرفان نذكيها
تحلو الحياة قرابيناً نقدّمها عن النفوس لفاديها وباريها
ليست سعادتنا في المال نجمعه بل في ملاذٍ وخيرات نضحيها
فعل العطاء تفوق الوصف لذته يا ليتني املك الدنيا لأعطيها
بحر المكارم عين الجود سيدنا يدعو النعاج الى الحسنى ويهديها
من منهل القلب يسقيها اذا عطشت وحين تجوع بيمناه يغذيها
يا حارس العيلة الكبرى ومرجعها ويا مجناً به تخزي أعاديها
انشودة النصر أنتم فوق ألسننا وسط الليالي اهازيجاً نغنيها
جند المسيح غدونا رهن رغبتكم لنفتح الدنيا قاصيها ودانيها
إنّا اتخذنا صليب الرب رايتنا جحافل الجن إن صدتنا نخزيها
دنيانا بعنا بدرٍ لا مثيل له لآلىء الرب بالارواح نشريها
كرسي مجد غدت كرسي بطركنا على الصفاة اله الكون بانيها
وارز لبنان مذ كانت يتوجها عذرا العذارى من الاعداء تحميها
كواكب الشرق ما زالت ترصعها وتبعث الهدي نورا في مغانيها
تراث عز ورثنا عن مؤسسنا فيه نفاخر دنيانا ومن فيها
إنّا عرفنا بكركي دار نشأتنا فيها اعتصمنا وما دمنا نرجّيها
ومار بولس راعينا ورائدنا يستلهم الله إرشاداً وتوجيها
هذي نعاجك مجد الله غايتها واللا نهاية من اشهى امانيها
تبغي الكمال بسعيٍ لا انتهاء له إلا اذا جاء طيف الموت ينهيها
لا بأس ان جرِّحت بالشوك هامتها حب المسيح يداويها ويشفيها
شوك القتاد الى ورد يحوله ودونه الورد إن مسته يدميها
ضارب الى المثل الأعلى جماعتنا حلق بها فربوع الخلد تسبيها
لقد وعدنا بأنّا لا نكون سوى زنابق الارض تحيا في روابيها
خيوط نور ننير الجالسين على درب الحياة حيارى في دياجيها
هذي عواطفنا شعراً نترجمها والقلب حافزها والحب ممليها
**