يا ليلة نجماتها زهراءُ مع ربك لي موعد ولقاءُ
لبيك يا ملك الملوك دعوتني فلك الحياة ذبيحةٌ وفداءُ
قلبي طلبته فوق كل عطيّةٍ وإليك وحدك يجمل الإعطاءُ
لا لن يكون لغير حبك موضعٌ أنت الجمال وما سواك هباءُ
حسبي رضاك ففيه كل سعادتي والعيش دونك شقوة وعناءُ
أهلي تركت وسرتُ خلفك أهتدي والكون ثغر باسمٌ وضياءُ
حتى وجدتك هائماً متعطشاً فوق المذابح حولك الندماءُ
هنّأتُ نفسي وقلتُ هذي راحتي وهنا نعيمي وجنتي الفيحاءُ
أتلاقى فيك صبيحة وعشيةً دمك الذكي مدامة وغذاءُ
واليوم إنْ أفخرْ ففخري عيلةٌ فيها الحياةُ سعادةٌ وهناءُ
زيدانُ حارسها ويوسف ذخرها والأم مرتا نورها الوضاءُ
أبتِ المفدى أنت طودٌ شامخٌ نبتت عليه زهرةٌ بيضاءُ
أعني جماعتنا التي فيك ازدهت فرنتْ اليها الارضُ والجوزاءُ
تتقلّب الدنيا وتهوي عروشها أنتم ونحن الى المدى حلفاءُ
نعمَ الحياةُ بظل أقدس قادةٍ هم للإله بقربنا سفراءُ
هؤلاء آبائي وفيهم عزّتي وعلى الأرومة تنشأ الأبناءُ
لبنان وحي والكُرَيْم إذاعة نحن لها الأبواق والأصداءُ
صوت المسيح يرنّ في آذاننا ملكي انشروا لكمُ السماء جزاءُ
صفرَ اليدين أتينا نبغي حكمةً أثمانها يوم المسيح دماءُ
والأرضُ قاحلةٌ وفيها مجاعةٌ لكنّ يوسفَ عنده الأهراءُ
وَكَلَ الألهُ إليه أمرَ خلاصنا هيا اغتنوا يا أيها الفقراءُ
وخذوا الكنوز لآلئاً وجواهراً فيها الغنى والعز والعلياءُ
هنِئْتِ يا أمي بأقدس عيلةٍ كالأرز تنمو دائماً خضراءُ
وإذا الجفاف انتابها أنتم لها حَبُّ الندى والطلُّ والأفياءُ
سبحان ربي كم حباك من التقى قد كدنا نحسبُ أنّك العذراءُ
فيك الحنان مناهل فياضةٌ تروي الجميع ويعذبُ الإرواءُ
حسبي عزاءٌ أنني لك ابنةٌ والدهر فيه مودة وولاءُ
ولنا مشيرات حكيمات إذا عبسَ الزمانُ وعمّتِ الظلماءُ
يمشينَ فيما بيننا كمنائرٍ للعين هديٌ للقلوب رجاءُ
ألبرّ منهاجٌ لهنّ وحليةٌ وفعالهن تواضعٌ وسخاءُ
يا ربي هَبْني أن اكون زهَيْرة بأريجها تتعطّر الأرجاءُ
إن الزهور تعيش أقصر مدةٍ وكذا الحياة صبيحةٌ ومساءُ
هذي قصيدتي نظم قلب مخلص لغة القلوب محبةٌ ووفاءُ
للأم والآباء أهديها معاً ومنايَ منهم بسمةٌ ودعاءُ
**
