دعينا للعلى حقاً دعينا ورثنا مجد إيليا أبينا
وسرنا في ركاب الله نسعى الى قمم القداسة قاصدينا
رأينا الأرض بحراً للمعاصي أردنا الدير ميناءً أمينا
ورحنا في عباب الموج نخطو تسيّرنا أيادي المرشدينا
لنا في قمة الدنيا منار إذا جن الظلام به اهتدينا
صليب أحمر لله رمز يبلغنا السعادة آمنينا
إذا حصلت لنا في الحرب جرح تطلعنا به حالاً شفينا
نشأنا على هواه منذ كنا وفي أحضان نعمته ربينا
فلا عجب إذا فيه اعتصمنا وفاخرنا العوالم أجمعينا
فبنت العيلة أنّى استقرّت تحن الى ديار المرسلينا
وتحلف باسمهم سراً وجهراً وتعكس نورهم دنيا ودينا
ببوتقة الكُريْم معاً صهرنا عرائس للمسيح يسر فينا
عناقيداً مذهبة غدونا نطل على الحياة مفاخرينا
لآلىء من مواعظهم جنينا نظمناها لنا عقداً ثمينا
وقلنا لن نحيد الدهر عنها لنا الفردوس إن فيها مشينا
لنا برئيسنا العام المفدى سلاح قاطع دوماً يقينا
يقود النفسَ من نصر لنصر وينشىء حولها حصناً حصينا
معيناً للحنان به وجدنا غرفنا من مياهه واغتنينا
أبونا يوسف كالنسر يسمو بنا فوق النجوم محلقينا
يشد العزم فينا إن كبونا يمد لنا ذراعيه سفينا
مسيحاً ثانياً فيه رأينا رسولاً مثل بولس في أثينا
يحذرنا المعاثر كل يوم وينثر من لآلئه علينا
أبونا بولس للطهر أضحى بحقٍ قدوة المتنسكينا
سماتُ البرّ فيه قد تلالت تسر بها عيون الناظرينا
فيا أم القطيع أقري عيناً يمينك إرفعيها باركينا
سماء في ربوعك قد وجدنا وكل متاعب الدنيا نسينا
جواهر من نصائحكم جمعنا بأيام قلائلَ واغتنينا
وهبناكم ثقاتٍ غاليات فحيث الرب يدعو أرسلينا
سنذهب للجهاد مرنمات سلاحنا سبحة من جوزفينا
هي ذخر لنا أنّى حللنا وفي أحضانها عشنا سنينا
نهاديها التحية كل يوم نعاهدها المحبة ما حيينا
سنرجع يا أميمة بعد عامٍ لنسمعكم نشيد الظافرين
ونهديكم ثماراً يا نعات زهوراً من حمى الله جنينا
فيا رب الجنود اقتدْ خطانا وهبنا روحك الأسمى معينا
فدونك ما استطعنا الخير يوماً وغيرك من نصير ما رضينا
**
دير العائلة في 15 آب 1962