يحتوي هذا الديوان على قصائد مختارة للأخت المشيرة إرنستين خوري التي غناها مئات الطلاب والطالبات في الأعياد المختلفة، مع مجموعة من الصور التاريخية

يا بلبل الغاب


 دير العائلة ـ 15 آب 1964

يا بلبل الغاب سجّلها أمانينا          ألحان حب إلى العلياء تهدينا

رددْ على مسمع الأيام فرحتنا         ذكرى حياة بذلناها قرابينا

فوق المذابح لا تعجبْ إذا طربت        نفس الضحية إن الحب يسبينا

نرنو إلى الملأ الأعلى بنظرتنا         ونقصد الله إن الله يكفينا

ونجمع الورد باقاتٍ لننثرها        وشياً جميلاً على درب المحبينا

والشوك ما همنا يدمي أناملنا       حب المسيح يداوينا ويشفينا

ولو نزلنا الى صحراء قاحلة         كثبانها الجرد حولنا رياحينا

دير الأميمة يا فردوس أنفسنا         يا منهلاً بمياه العطف يروينا

يا جنّة الطهر فيها الله يحرسنا        ويبعث النور هدياً في مغانينا

جدرانك الصم كم مادت لنغمتنا       ربوعك الخضر كم فيها تهادينا


نجومك الغر كم ناجينا في سمر         وكم تبسّم بدر في ليالينا

واليومَ في بالنا ذكراك ان خطرت         تجري الدموع بحوراً من مآقينا

يا قلب مهلاً فقد آن الرحيل إلى       حقل الرسالة فاتبعْ نهج فادينا

في المرشدين رأينا الله محتجباً       يلقي المواعظ تعليماً وتلقينا

مثل النعاج هتاف الراعي يجمعنا        حول المياه وان تهنا ينادينا

لا لن نحيد طوال العمر عن رسل          زانوا حدائقنا ورداً ونسرينا

أفنوا حياتهم المثلى بخدمتنا         وحولوا التراب تبراً بين أيدينا

تألقوا في ذرى الأفضال تضحيةً        وأشرقوا في فم الدنيا عناوينا

وأبدعوا لمعاني الخير أمثلة          منها استنرنا ونظمنا دواوينا

يا حارس العيلة الكبرى ومرجعها          ويا أباً من معين الحق يسقينا


روح المسيح ينادينا بشخصكم          ينير كل شعور صالح فينا

أدامك الله رب العيلتين معاً         حتى نصير وإياكم ملايينا

وان شكرنا ذكرنا مرشدنا             منْ باسمه نخضع اليوم الشياطينا

نجري العجائب إن سرنا بطاعته        ولو شربنا سموماً لا تؤاذينا

حلق بنا فوق دنيانا فهمتنا           لن تنثني لا وان خابت أمانينا

ولا تخف من خطايانا وان كثرت        سلالم المجد نبني من معاصينا

ولن نكون سوى اكليل هامتكم         يوم المجازاة في أحضان بارينا

يا بولس السخن ألبها عزائمنا       ان كنت ناراً فهاتِ اليوم أعطينا

من فيض قلبك نيراناً مسمّرة       حتى الصقيع نبيد من أراضينا

والكون نضرمه حباً بخالقنا         ونحن نغدو وإياكم براكينا


أم العيال جعلنا فيك نصرتنا          مدي يديك الى العلياء رقّينا

وان كبونا وان خارت عزيمتنا        مرّي بقربنا نادينا فتحيينا

إن شئتِ كنا حماماً زاجلاً أبداً         لننشر الوحيَ نوراً حيث ترمينا

ولن نحط ونطويها جوانحنا        إلا بدير عبدناه "بعبرينا"

إلى المشيرات نهدي من عواطفنا         أسمى الشعائر ما دمنا براهينا

فهنّ للبر أمثال مجسّمةٌ           في الحب والبذل أبطال ميامينا

في فُلكهن ندور إن نسرْ صعداً         نحو الكمال ولا نخشى أعادينا

يا أمنا جوزفين يا شفيعتنا         شقّي السماء أطلّي اليوم هنينا

وعلمينا حياة التقوى عن صغر       كيف النذورُ نراعي والقوانينا

كوني لنا مَلَكاً يمشي بجانبنا           وقت المضايق يحمينا يعزينا


فأنتِ ذخر لنا في طي معبدنا         بل حربة في ربانا كي توقّينا

وأنتِ روح أمام الله ماثلةٌ         ترنو الينا حناناً في مساعينا

هذي الرغائب في أيديكِ نطرحها         ربّ استجبنا بفضل الأم.. آمينا

**