بمناسبة الحفلة التي أقامتها راهبات العائلة المقدسة المارونيات في سيدني، تكريماً للرئيسة العامة جيلبرت فارس ومشيرتها الأخت إرنستين خوري أثناء زيارتهما لأستراليا بتاريخ 12/1/1993
من ربى الأرز تحيات سلام من عيون الأهل دمعٌ وابتسامْ
ذكريات عاطفات ومنى تحمل ألأشواق من نفح الخزام
لذوي القربى لأرفاق الصبا لبني لبنان في سيدني الكرام
طالت الغربة والدهر قسا وعرى الأوطان ظلم مع ظلامْ
وغدونا للأعادي مطمعاً حلُم اليقظة أو طيف َ المنامْ
هجّرونا واستباحوا أرضنا أحرقوا الأرزاق حقداً وانتقامْ
قسّمونا بعد جهد شيعاً كي ينالوا من تفرقنا المرام
أطفأوا الأنوار في أحيائنا قطعوا الماء شهوراً والطعام
أشبعونا من لظاهم حمماً تحمل الأسقام والموت الزؤامْ
في شباك الغدر بتنا كلنا نطلب الصلح ولا نعطي الكلام
دعوة الأحرار من أهل الحجى أوقفت كل أساليب الخصام
من دمانا قد روينا أرضنا نرتضي الجوعَ ونأبى الانقسام
إن لبنان سمانا ههنا عنه لا نرضى بديلاً أو مقامْ
من جديد سوف نبني دورنا باليد المعول بالأخرى الحسام
وإذا ما ضاقت الارض بنا فوق سطح النجم نصّبنا الخيام
مثل أرز الرب يعلو رأسنا نلثم الأرض ونرنو للغمامْ
إن دفع الضيم من عاداتنا سائلوا التاريخ عاماٌ بعد عامْ
سائلوا صيدا وصور الأمس عن صولة الأبطال عند الاقتحامْ
لا تقولوا مات لبنان الوفا والمروءات والشعب الهمامْ
ربنا باري البرايا والورى مات طوعاً واختياراً ثم قامْ
سائلوني اليوم عن لبناننا إنه حلم نراة في المنامْ
آية الأوطان حسناً وسنى منتهى الآمال لو عاد السلامْ
أنقذوه من أحابيل العدى حصنوه بالتآخي والوئام
أرجعوه لبنيه سيداً إرفعوا الأصوات في وجه اللئام
واقصدوه كل عام مرة واحملوا من أرزه الغالي وسام
لا تبيعوا للغريب أرضكم إن بيع الأرض خسران حرام
اتركوا للوُلْد فيه مرقداً آمناً وقت الملمات الجسام
حدثوهم عن بطولات الألى سكنوا الوهدانَ وارتادوا الأكام
كي يظلّ الدين حراً سالماً من أضاليل العدى شر الأثام
ليس لبنانُ المفدى دولة من عداد الدول الكبرى العظام
إن لبنان مثال يحتذى بائتلاف الناس حسن الانسجام
قطعة في الأرض من أعلى السما وقعت سهواً ستبقى للدوام
إيه يا سيدني وقد طاب اللقا ومضى الشهرُ كحلم في المنام
عقربَ الساعات لطفاً أوقفي واملإي كأس الصفا حتى الجمام
طيفك الأخضر أنى عادنا ينعش الذكرى فنهديك السلام
زادك الرب جمالاً وغنى أنتِ عرشُ العدل مرآة النظام
أنت من لبنان شطر عامر عاش من يبني ومن يرعى الذمام
**