![]() |
الصرح البطريركي في الديمان |
ألقيت هذه القصيدة في دير العائلة بمناسبة استقبال سيادة الحبر المفضال يوسف مرعي، بعد سيامته أسقفاً على مصر في الصرح البطريركي في الديمان بتاريخ 7/9/1972
عيدٌ كبيرٌ كل قلب ينشد يا مرحبا وافى الأمير السيدُ
حبرٌ تحلى بالقداسة والنهى قاد النفوس فكان نعم القائدُ
هذي ديارك فابقَ دوماً نورها كرسي مجدك فيك تفخر تسعدُ
هذي جنانك من دماك سقيتها فجنى المحبة ما حييت ستحصد
لقنتنا الاخلاص عشت امامنا كلا لكل للحقيقة تشهدُ
يا حلقة الايمان تجمع بيننا بالرب تربطنا تشد وتسندُ
أنّى ذهبت اليك تهفو نفسنا تنهي وتأمر والقلوب توحدُ
مهما ارتقيت مراتباً ومناصباً ندعوك سيدنا وانت الوالدُ
انت الدليل خطاك دوماً نقتفي أنت الصديق المخلص المتجردُ
سيظل صوتك في المسامع هامساً يهدي الضمائر للصلاح ويرشدُ
سيظل ذكرك في المجالس خالداً الجيل للجيل المآثر يوردُ
إنّا نحبك من صميم قلوبنا فيك المسيح بلطفه متجسدُ
واليوم يا عجباً نسينا ذاتنا جئنا نهنىء بعضنا ونعيّدُ
نشدو ونفرح والفراق يعضنا والدمع ملء عيوننا يتوقدُ
رحماك لا تدع الخراف كئيبة عدنا بأن ديارنا تتفقدُ
رب السماء حباك أعظم رتبة للأوج أبشر ان نجمك صاعدُ
من يتضع فوق الكواكب عرشه الرب يرفع شأنه ويمجّدُ
الأسقفية فيك تلقى فخرها وكمالها والمجد فيها تالدُ
فلك المعاني شرّعت أبوابها تهفو إليك تصيح حان الموعدُ
وكذا المنابر قد زهت مختالة تستقبل البشرى: لسان عسجدُ
يذري الكلام لآلئاً وجواهراً درراً تدوم مدى الزمان وتخلدُ
مجد الكنيسة في يديك كنوزها تحيي تبرّر من تشاء وتعضدُ
فإذا رفعت الكأس كل صبيحة بالخير اذكر من سخاك تعوّدوا
إنّا نعاجك والأمانة دأبنا عهد المودة والوفاء نجددُ
طوبى لمن يرعى العهود ويهتدي بكلامك الأبويّ يغنم يسعدُ
طوبى لشعب سوف تسكن أرضه فله السعادة والمواعد والغدُ
لولا الرجاء بربنا يعنى بنا أسفاً لكنا كل صبر نفقد
من بعدكم للنفس يفرج كربها وقت المضايق والجراح يضمد
يا مرشد الأرواح إن ضاقت بنا من مصر ندعوكم ولا نتردد
والرب راعينا فلا يقسو بنا سنعود نفرح باللقاء، نعيّدُ
ستعود أبشر كالمسيح مظفّراً فاهنأ تفاءل إن نجمك صاعدُ
لبنان أنت الى الى النجوم سفيره كالأرز تهزأ بالرياح وتصمدُ
والبطركية في اختيارك وفقت عاش المعوشي الراهبات ترددُ
عاش المعوشي صورة الأب الذي للمجد يدعو من يشاء ويصعدُ
أبقاه ربي للشعوب منارة كالنسر أثواب الشباب يجددُ
عاش الكريم لكل فضل معدناً ببنيه رب العالمين يمجدُ
للأسقفية كان أخصب تربةٍ منذ المؤسس والكنيسة تشهدُ
يا حبرنا المفضال، يا ألف التقى ربي يزيدك رفعة ويُزيّدُ
جندت للوطن العزيز جحافلاً للخير تعمل للسلام تجاهدُ
خذها إليك قصيدة مكتوبة بدم الفؤاد ففيه ذكرك خالدُ
**